تبدو القطط المشردة بالمدينة العتيقة لفاس،
محظوظة وهي تحظى باهتمام ورعاية خاصة ودائمة من قبل امرأة في عقدها السادس
وهبت حياتها منذ السابعة من عمرها لخدمة قطط فاس وإطعامها وعلاجها ورعاية
'الحوامل' منهن، إلى حد جعلها تعيش يوما واحدا تستنسخه بتفاصيل ومجريات لا
تختلف عن بعضها مهما اختلفت الفصول والأحقبة. إنها تضحي بوقتها وراحتها
وصحتها و'كل شيء في حياتها'، لأجل إسعاد هذه الكائنات المحرومة من كل شيء.
'الياقوت' أو 'أم القطط' كما يسميها البعض، امرأة ليست ككل نساء فاس أو أي
شبر في المغرب ومن خارجه. حتى بريجيت باردو التي يهلل ويطبل لوقوفها وراء
السعي للرفق بالحيوانات، لا توازي خدماتها المقدمة لتلك الحيوانات حجم
القليل مما تقدمه هذه المرأة الفاسية، من إطعام ورعاية وتتبع لحالة المئات
من القطط التائهة في شوارع المدينة العتيقة، التي نسجت علاقة خاصة مع
'الياقوت' لا يدري كنهها وأهميتها إلا من يعايش همهما اليومي.
'أم القطط' وبريجيت باردو
لو توفرت ل'الياقوت' المرأة المغربية التي رهنت حياتها لخدمة القطط
المشردة بفاس، الإمكانيات المتوفرة لبريجيت باردو أو أي فاعل في مجال
الرفق بالحيوان، لاستطاعت محو غبن وحرمان قطط أزقة ودروب فاس. لكن
وبإمكانياتها البسيطة ومساعدة المتحمسين لنبل ما تقوم به، استطاعت القيام
بالمهمة في أكمل وجه بتوفير الأكل والطعام والدواء وكل حاجيات نحو 1500 قط
وجدت في المرأة، أما وصدرا دافئا حاضنا للهم والغم والألم والأمل.
لا تنام 'أم القطط' إلا بعد أن تطعمهم جميعا في جولات تتكرر يوميا بمختلف
الدروب والمواقع، بعد أن تكون قد جمعت زادها وحاجياتهم من الأكل من
الجزارين وتجار السمك والدجاج والحليب والمحسنين.
عمل يومي يجعل من حياتها، يوما واحدا يستنسخ بتفاصيل قد تختلف لكن ليس بشكل عميق.
إنها تعيش من أجل القطط، وتفرح لفرحهم وتبكي حين تلاحظ الحزن على
وجوههـــــم أو عندما يتعرضون إلى مكروه، تماما كما يحدث حين فقدان شخص
عزيز.
ولم تكتف هذه المرأة التي وهبت حياتها لأجل العناية بالقطط المشردة بفاس،
برعايتها اليومية لها لأكثر من 4 عقود، بل فكرت أخيرا في إيجاد تنظيم خاص
تفتحه في وجه كل من يرغب وله غيرة في إخراج هذه القطط من واقع تشردها
وتيهها وضياعها في أزقة ودروب ضيقة، وحمايتها من بطش بعض منعدمي الضمير
والكلاب الشرسة ومصطحبيها من الشباب الذين تحقد عليهم الياقوت لا لشيء سوى
لأنهم لا يحترمون قططها العزيزة على قلبها.
جمعية للرفق بالقطط المشردة
'جمعية لحماية والرفق بقطط الشوارع بفاس'.. هو الإسم الذي أطلقته
'الياقوت' على هذا 'التنظيم' الذي أخرجته إلى الوجود بحضور ومساهمة مجموعة
من المتعاطفين مع فكرة وتصورها لكيفية العناية والاهتمام بشؤون القطط
المشردة بهذه المدينة العالمة بما يجري بين دروبها وأزقتها وما تعانيه هذه
الكائنات فيها من بطش وحرمان و'حكرة' من الكبار والصغار الذكور منهم
والإناث والسيارات التي لا يكترث أصحابها لدسها تحت العجلات.
فكرة تأسيس الجمعية، تحمس لها الكثيرون ممن يدرون ويعون حجم تضحيات
الياقوت التي اكتسبت سمعة طيبة في حي واندو الذي تقطنه وكل الأحياء التي
تشملها جولاتها اليومية لإطعام القطط المشردة وعلاجها وإسعادها حتى ولو
كان ذلك على حساب حياتها المحرومة من الاستمتاع بنعمها وحقوقها المشروعة
فيها، بل لقيت تجاوبا وتضامنا كبيرين من قبل المتتبعين والسكان وكل من
يقدر جسامة ما تقوم به هذه المرأة 'المكافحة'.
لا تطلب الياقوت من المسؤولين بمدينة فاس الذين طرقت أبواب بعضهم لدعم
فكرتها دون جدوى، سوى توفير الدعم اللازم لهذا الإطار التنظيمي حتى يباشر
تفعيل أهدافه المسطرة خلال جمعه التأسيسي على أرض الواقع خاصة المتعلقة
منها ب'توفير الأكل والدواء والعناية بالقطط وحمايتها من التظلمات
والاعتداءات التي تتعرض إليها على يد بني البشر، والسهر على صحتها
وتطبيبها كلما تعرضت للأمراض كي لا تعدي الناس'.
تلتمس 'أم القطط المشردة بفاس' التي تصدرت في الكثير من الأحيان صفحات
جرائد ومواقع إلكترونية وطنية ودولية وكانت موضوع اهتمام من قبل العديد من
الفضائيات والمحطات التلفزيونية الأجنبية، من المسؤولين دعم الجمعية التي
ترأسها والبحث عن سبل توفير مقر دائم لها وآخر لاحتضان القطط المحتاجة إلى
الرعاية يمكنها من الحماية من معاناة الحياة وتظلمات الناس الذين لا
يحترمون الحيوانات تماما كانتفاء احترامهم للبشر أحيانا.
حاجة إلى الدعم والاحتضان
تقول الياقوت التي لا تتفرغ إلى النوم إلا بعد أن تترك قطط الشوارع بمدينة
فاس تنام وبطنها 'ملآن' غير جائع، أنها ورثت رعاية هذه الكائنات الحيوانية
من والدها الذي كان يحترم القطط ويحثها على ذلك وكون 'كل من يعذب القطط
ينال عذابه في جهنم' لأن 'القطط من حقها حتى تعيش وعيب نضربوها بالحجر أو
نطلقوا عليها الكلاب أو ندوزوا فيها بالطوموبيل. خص بنادم يجرب يكون قط ف
الشارع'. منذ كان عمرها 7 أعوام، وهي تواضب على رعاية القطط إذ كانت تكتفي
بتربيتها في المنزل والحرص على تنظيفها وإطعامها بنفسها ورعايتها دون أن
تفارقها حتى في نومها، قبل أن تقرر بعد سنوات من ذلك دخول غمار الرفق بتلك
المشردة في الشوارع بعد أن انتبهت في إحدى جولاتها إلى ما تعانيه من ظلم
وإهانة و'حكرة' من قبل الكلاب وبني البشر الذين يتعاملون مع الحيوانات
المشردة تماما كنظرتهم للشباب المشرد بدون مأوى في الشارع.
لم تكن هذه المرأة التي لا تهتم في يومياتها إلا برعاية القطط، تدري أن
يوما سيأتي ويتحول فيه اهتمامها بموضوع تشرد الحيوانات خاصة القطط، إلى
نقطة شهرتها قبل وبعد تأسيسها وثلة من المهتمين جمعية للرفق بالقطط
المشردة بفاس تنتظر دعم المسؤولين في العاصمة العلمية لها 'ماشي بالفم'
كما تقول. ورغم ما تعانيه لتنفيذ هذه المهام، فهي مصرة على الاستمرار في
عملها الإنساني إلى أن يأخذ الله روحها بعد عمر طويل، لتكون 'شهيدة
القضية'. عادة موروثة عن الأب 'الوالد كان عندو الحيوانات عزاز بزاف. أنا
ورثت من عندو معزتو للحيوانات. وكيبقى في الحال من اللي كنشوف شي حيوان
كيتعذب' تقول الياقوت التي تؤكد أن اهتمامها يتم بالقطط المشردة وغير
المشردة عكس ما يمكن أن يروج له أو ما قيل من أن القطط كانت سببا في
طلاقها لعدة مرات. وأوضحت أن طلاقها من زوجها الوحيد، لم يكن بسبب القطط
بعد أن أنجبت منه طفلين لم تكتب لهما الحياة، نافية أن تكون تزوجت أو طلقت
أكثر من مرة. وتضيف وعلامات التأثر بادية على محياها: 'كيعزو علي القطوط
كلشي قاهرهم. ومن اللي كنشوفهم مراض أو شي حد كيضربهم، كيبقى في الحال'،
مؤكدة بدارجة متقطعة. ولم يرضيها رد فعل شخص كان بجوارها حين عاتبها على
ضربها الكلاب، موضحة أن قيامها بذلك يتم في حق الكلاب التي تهاجم قططها
وتحدث بها جروحا أو تمنعها من تناول أكلها.
وتبدو هذه المرأة المحتفى بها في الدورة الأولى لربيع المرأة بفاس، غير
راضية على ارتفاع ضحايا حوادث السير من القطط المشردة ليس في فاس فقط بل
في باقي المدن وأنحاء المعمور، مبدية حنينها إلى بلد تعطى فيه الأسبقية
للحيوانات للعبور ليس من ممرات خاصة بهم بل في أي موقع من الشارع. وتتذكر
بألم كيف أذرفت دموعا على قطة تنعتها بابنتها لأنها 'حيدت ليها الصرة'،
داستها سيارة قبل نحو 4 أشهر شأنها شأن أخرى ولدت 5 قطط تركتهم يتامى.
وتحكي عن قصتها مع القطة الأولى، 'وجدت قطة بصدد الوضع، لاحظت أنها تتوسل
إلي لتوليدها وهو ما فعلت بعد أن وضعتها على قطعة كارتون، لكن المسكينة
توفيت بمجرد وضعها ابنتها'. تلك الوحيدة تقول أنها ابنتها لأنها قطعت
صرتها ولم تتركها تماما كما لو كانت ابنة من صلبها، لذلك بكت إلى حد
النواح حين شاهدتها بقايا أشلاء في الشارع بعدما داستها سيارة، تماما كما
تفعل الأمهات حين يفقدن عزيزا على قلبهن خاصة إن كان من رحمهن.
محظوظة وهي تحظى باهتمام ورعاية خاصة ودائمة من قبل امرأة في عقدها السادس
وهبت حياتها منذ السابعة من عمرها لخدمة قطط فاس وإطعامها وعلاجها ورعاية
'الحوامل' منهن، إلى حد جعلها تعيش يوما واحدا تستنسخه بتفاصيل ومجريات لا
تختلف عن بعضها مهما اختلفت الفصول والأحقبة. إنها تضحي بوقتها وراحتها
وصحتها و'كل شيء في حياتها'، لأجل إسعاد هذه الكائنات المحرومة من كل شيء.
'الياقوت' أو 'أم القطط' كما يسميها البعض، امرأة ليست ككل نساء فاس أو أي
شبر في المغرب ومن خارجه. حتى بريجيت باردو التي يهلل ويطبل لوقوفها وراء
السعي للرفق بالحيوانات، لا توازي خدماتها المقدمة لتلك الحيوانات حجم
القليل مما تقدمه هذه المرأة الفاسية، من إطعام ورعاية وتتبع لحالة المئات
من القطط التائهة في شوارع المدينة العتيقة، التي نسجت علاقة خاصة مع
'الياقوت' لا يدري كنهها وأهميتها إلا من يعايش همهما اليومي.
'أم القطط' وبريجيت باردو
لو توفرت ل'الياقوت' المرأة المغربية التي رهنت حياتها لخدمة القطط
المشردة بفاس، الإمكانيات المتوفرة لبريجيت باردو أو أي فاعل في مجال
الرفق بالحيوان، لاستطاعت محو غبن وحرمان قطط أزقة ودروب فاس. لكن
وبإمكانياتها البسيطة ومساعدة المتحمسين لنبل ما تقوم به، استطاعت القيام
بالمهمة في أكمل وجه بتوفير الأكل والطعام والدواء وكل حاجيات نحو 1500 قط
وجدت في المرأة، أما وصدرا دافئا حاضنا للهم والغم والألم والأمل.
لا تنام 'أم القطط' إلا بعد أن تطعمهم جميعا في جولات تتكرر يوميا بمختلف
الدروب والمواقع، بعد أن تكون قد جمعت زادها وحاجياتهم من الأكل من
الجزارين وتجار السمك والدجاج والحليب والمحسنين.
عمل يومي يجعل من حياتها، يوما واحدا يستنسخ بتفاصيل قد تختلف لكن ليس بشكل عميق.
إنها تعيش من أجل القطط، وتفرح لفرحهم وتبكي حين تلاحظ الحزن على
وجوههـــــم أو عندما يتعرضون إلى مكروه، تماما كما يحدث حين فقدان شخص
عزيز.
ولم تكتف هذه المرأة التي وهبت حياتها لأجل العناية بالقطط المشردة بفاس،
برعايتها اليومية لها لأكثر من 4 عقود، بل فكرت أخيرا في إيجاد تنظيم خاص
تفتحه في وجه كل من يرغب وله غيرة في إخراج هذه القطط من واقع تشردها
وتيهها وضياعها في أزقة ودروب ضيقة، وحمايتها من بطش بعض منعدمي الضمير
والكلاب الشرسة ومصطحبيها من الشباب الذين تحقد عليهم الياقوت لا لشيء سوى
لأنهم لا يحترمون قططها العزيزة على قلبها.
جمعية للرفق بالقطط المشردة
'جمعية لحماية والرفق بقطط الشوارع بفاس'.. هو الإسم الذي أطلقته
'الياقوت' على هذا 'التنظيم' الذي أخرجته إلى الوجود بحضور ومساهمة مجموعة
من المتعاطفين مع فكرة وتصورها لكيفية العناية والاهتمام بشؤون القطط
المشردة بهذه المدينة العالمة بما يجري بين دروبها وأزقتها وما تعانيه هذه
الكائنات فيها من بطش وحرمان و'حكرة' من الكبار والصغار الذكور منهم
والإناث والسيارات التي لا يكترث أصحابها لدسها تحت العجلات.
فكرة تأسيس الجمعية، تحمس لها الكثيرون ممن يدرون ويعون حجم تضحيات
الياقوت التي اكتسبت سمعة طيبة في حي واندو الذي تقطنه وكل الأحياء التي
تشملها جولاتها اليومية لإطعام القطط المشردة وعلاجها وإسعادها حتى ولو
كان ذلك على حساب حياتها المحرومة من الاستمتاع بنعمها وحقوقها المشروعة
فيها، بل لقيت تجاوبا وتضامنا كبيرين من قبل المتتبعين والسكان وكل من
يقدر جسامة ما تقوم به هذه المرأة 'المكافحة'.
لا تطلب الياقوت من المسؤولين بمدينة فاس الذين طرقت أبواب بعضهم لدعم
فكرتها دون جدوى، سوى توفير الدعم اللازم لهذا الإطار التنظيمي حتى يباشر
تفعيل أهدافه المسطرة خلال جمعه التأسيسي على أرض الواقع خاصة المتعلقة
منها ب'توفير الأكل والدواء والعناية بالقطط وحمايتها من التظلمات
والاعتداءات التي تتعرض إليها على يد بني البشر، والسهر على صحتها
وتطبيبها كلما تعرضت للأمراض كي لا تعدي الناس'.
تلتمس 'أم القطط المشردة بفاس' التي تصدرت في الكثير من الأحيان صفحات
جرائد ومواقع إلكترونية وطنية ودولية وكانت موضوع اهتمام من قبل العديد من
الفضائيات والمحطات التلفزيونية الأجنبية، من المسؤولين دعم الجمعية التي
ترأسها والبحث عن سبل توفير مقر دائم لها وآخر لاحتضان القطط المحتاجة إلى
الرعاية يمكنها من الحماية من معاناة الحياة وتظلمات الناس الذين لا
يحترمون الحيوانات تماما كانتفاء احترامهم للبشر أحيانا.
حاجة إلى الدعم والاحتضان
تقول الياقوت التي لا تتفرغ إلى النوم إلا بعد أن تترك قطط الشوارع بمدينة
فاس تنام وبطنها 'ملآن' غير جائع، أنها ورثت رعاية هذه الكائنات الحيوانية
من والدها الذي كان يحترم القطط ويحثها على ذلك وكون 'كل من يعذب القطط
ينال عذابه في جهنم' لأن 'القطط من حقها حتى تعيش وعيب نضربوها بالحجر أو
نطلقوا عليها الكلاب أو ندوزوا فيها بالطوموبيل. خص بنادم يجرب يكون قط ف
الشارع'. منذ كان عمرها 7 أعوام، وهي تواضب على رعاية القطط إذ كانت تكتفي
بتربيتها في المنزل والحرص على تنظيفها وإطعامها بنفسها ورعايتها دون أن
تفارقها حتى في نومها، قبل أن تقرر بعد سنوات من ذلك دخول غمار الرفق بتلك
المشردة في الشوارع بعد أن انتبهت في إحدى جولاتها إلى ما تعانيه من ظلم
وإهانة و'حكرة' من قبل الكلاب وبني البشر الذين يتعاملون مع الحيوانات
المشردة تماما كنظرتهم للشباب المشرد بدون مأوى في الشارع.
لم تكن هذه المرأة التي لا تهتم في يومياتها إلا برعاية القطط، تدري أن
يوما سيأتي ويتحول فيه اهتمامها بموضوع تشرد الحيوانات خاصة القطط، إلى
نقطة شهرتها قبل وبعد تأسيسها وثلة من المهتمين جمعية للرفق بالقطط
المشردة بفاس تنتظر دعم المسؤولين في العاصمة العلمية لها 'ماشي بالفم'
كما تقول. ورغم ما تعانيه لتنفيذ هذه المهام، فهي مصرة على الاستمرار في
عملها الإنساني إلى أن يأخذ الله روحها بعد عمر طويل، لتكون 'شهيدة
القضية'. عادة موروثة عن الأب 'الوالد كان عندو الحيوانات عزاز بزاف. أنا
ورثت من عندو معزتو للحيوانات. وكيبقى في الحال من اللي كنشوف شي حيوان
كيتعذب' تقول الياقوت التي تؤكد أن اهتمامها يتم بالقطط المشردة وغير
المشردة عكس ما يمكن أن يروج له أو ما قيل من أن القطط كانت سببا في
طلاقها لعدة مرات. وأوضحت أن طلاقها من زوجها الوحيد، لم يكن بسبب القطط
بعد أن أنجبت منه طفلين لم تكتب لهما الحياة، نافية أن تكون تزوجت أو طلقت
أكثر من مرة. وتضيف وعلامات التأثر بادية على محياها: 'كيعزو علي القطوط
كلشي قاهرهم. ومن اللي كنشوفهم مراض أو شي حد كيضربهم، كيبقى في الحال'،
مؤكدة بدارجة متقطعة. ولم يرضيها رد فعل شخص كان بجوارها حين عاتبها على
ضربها الكلاب، موضحة أن قيامها بذلك يتم في حق الكلاب التي تهاجم قططها
وتحدث بها جروحا أو تمنعها من تناول أكلها.
وتبدو هذه المرأة المحتفى بها في الدورة الأولى لربيع المرأة بفاس، غير
راضية على ارتفاع ضحايا حوادث السير من القطط المشردة ليس في فاس فقط بل
في باقي المدن وأنحاء المعمور، مبدية حنينها إلى بلد تعطى فيه الأسبقية
للحيوانات للعبور ليس من ممرات خاصة بهم بل في أي موقع من الشارع. وتتذكر
بألم كيف أذرفت دموعا على قطة تنعتها بابنتها لأنها 'حيدت ليها الصرة'،
داستها سيارة قبل نحو 4 أشهر شأنها شأن أخرى ولدت 5 قطط تركتهم يتامى.
وتحكي عن قصتها مع القطة الأولى، 'وجدت قطة بصدد الوضع، لاحظت أنها تتوسل
إلي لتوليدها وهو ما فعلت بعد أن وضعتها على قطعة كارتون، لكن المسكينة
توفيت بمجرد وضعها ابنتها'. تلك الوحيدة تقول أنها ابنتها لأنها قطعت
صرتها ولم تتركها تماما كما لو كانت ابنة من صلبها، لذلك بكت إلى حد
النواح حين شاهدتها بقايا أشلاء في الشارع بعدما داستها سيارة، تماما كما
تفعل الأمهات حين يفقدن عزيزا على قلبهن خاصة إن كان من رحمهن.