القراءة تحتاج إلى جهد وتعب ..!
نعم
قد تكون هناك أنواع من القراءة الممتعة والمسلية كقراءة الروايات والكتب
الخفيفة ، لكن الإنسان لا يقرأ فقط من أجل المتعة ، وإن كانت المتعة مطلبا
شريفا وهاما .
لكن القراءة المثمرة تتطلب نوع من الالتزام ، والتعامل
مع الكتاب بجدية ومسؤولية ، ولهذا يفشل الكثيرون في الحصول على لقب القارئ
الجيد .
وإليك مجموعة من الالتزامات التي يجب أن تأخذها بجدية ، إذا ما كنت طامح في أن تكون قارئا جيدا وهي :
التغلب على العقبة النفسية
: تلك العقبة التي تجعل الكتاب ثقيلا على النفس ، باعثا على التثاؤب
والنعاس ، والتغلب على هذه العقبة يحتاج إلى نية صادقة أولا ، وتوفر دافع
قوي للقراءة .
بدون متعة ولذة لن يستطيع المرء تحطيم ذلك الحاجز الوهمي
الذي صنعه للهروب من مسؤولية القراءة والثقافة ، وتلك المتعة ستتأتى حينما
نرى ثمرة ما قرأناه يانعا في ذوقنا وسلوكنا ورؤيتنا للأشياء ، والخطوات
القادمة ستساعد على تحطيم هذا الحاجز .
استحضار الدافع
: العلم هو أعظم القربات إلى الله سبحانه وتعالى ، يجب ألا يفارق هذا
الأمر ذهنك ، فعندما وعى المسلمون الأوائل هذا المعنى غيروا الدنيا بعلمهم
وثقافتهم وتحضرهم وأناروا العالم وأضاءوا جنباته ، أن تقرأ أنت في عبادة
لله ، في رحلة إلى الله ، ولا أقصد القراءة الفقهية أو الدينية بل أقصد
القراءة المفيدة بكافة ألوانها العلمية والثقافية والفنية .
ضع خطة للقراءة
: دائما الأشياء التي نخطط لها يكون عائدها وفائدتها أكبر ، ويسري هذا على
القراءة كذلك ، فوضع خطة للقراءة يوفر في الوقت ، ويساعدك على تقييم
قراءتك ، وقبل وضع خطة القراءة يجب الالتفات إلى مجموعة من الملاحظات
العامة وهي :
· قدراتك :
كم أستطيع أن أقرأ خلال الثلاث أشهر القادمة ، حدد بناءا على معرفتك بنفسك
، ولا تبالغ فتنكص فتشعر بالفشل ، ولا تتهاون فيضيع وقتك ، حدد بعد تفكير
ما يناسب قدراتك .
· اهتمامك
: ماذا تقرأ ؟ ، هذا أمر بالغ الأهمية ، أنت لست مطالب بقراءة كل ورقة تقع
تحت يديك كي تمشي مختالا بأنك واسع الثقافة والاطلاع ، بل يجب أن تكون
هناك منهجية لقرائتك هذه المنهجية مبنية على اهتماماتك الفكرية والعملية .
· وقتك
: خطتك يجب أن تضعها وفق الأوقات التي تستطيع أن تقرأ فيها ، ونوعية الكتب
تتحدد حسب هذا الوقت ، فهناك كتب لأوقات الراحة والهدوء ، وكتيبات تناسب
الوقت الذي تقضية في المواصلات أو الانتظار وهكذا .
وبعد وضع الخطة
تكون هناك مراحل للتقييم وإعادة النظر ، تنظر فيها إلى إنجازك ، وهل
استطعت الوفاء بما التزمت به أم أن هناك مشاكل ، وهل هذه المشكلات في
الخطة ودقتها ، أم في ظروف طارئة يمكنك تذليلها .
تحمل البداية : الصاروخ يستهلك معظم قوته فقط في الانطلاق ، والبدايات دائما ما تكون صعبة شديدة قوية ، تحتاج إلى جهد مضاعف ، وصبر شديد .
يزيد
الأمر صعوبة أن إنجازات البدايات تكون بسيطة غير منظورة ، لكن بالصبر يمكن
للمرء أن يجني الكثير ، ويمكن أن تساعد نفسك في البداية بالإكثار من قراءة
ما تحب وتهوى ، هناك كتيبات صغيرة ، وكتب بسيطة لا تحتاج إلى كثير تركيز
يمكنك البدء بها ، دائما ما أهدي أصدقائي الذي أعرف لديهم سأم شديد من
القراءة كتاب ( لا تحزن) للدكتور عائض القرني ، فهو في ظني بداية جيدة
لممارسة القراءة .
ويمكن للقارئ المبتدئ أن يبدأ بالكتب البسيطة
الخفيفة ، يمكنه أن يبدأ بالروايات أو كتب الخواطر ، أو الكتب التي تحتوي
على قصص وأخبار ، أو كتب السمر .
استغل الأوقات الميتة
: في مجتمعنا نطلق مصطلح ( الوقت الميت ) على الأوقات التي تمضي في انتظار
شيء ما ، كانتظار الطبيب ، أو ركوب حافلة ، أو عند الحلاق مثلا .
هذه
الأوقات يمكننا استغلالها في القراءة ، وهنا تظهر أهمية كتب الجيب والتي
يمكنك حملها في حقيبتك أو جيب سترتك وإخراجها كلما سنح الوقت .
لعل من
زار الغرب رأي كيف أن ركاب الحافلات منشغلون إما بقراءة كتاب أو جريدة ،
أو حتى الاستماع إلى مادة صوتية عبر جهاز الاستماع MP3 ، وأن عيادات
الأطباء وأماكن الانتظار تكون دائما مكتظة بمواد تثقيفية منوعة تناسب ميول
الإنسان في الغرب ، على عكسنا تماما حيث نطالع بعضنا البعض ونتسلى في
التحديق إلى الطريق خلال وقتنا الذي نقضيه في المواصلات .
اجعل من القراءة التزام
: القراءة ليست هواية تقوم بها وقتما وجدت وقتا وأردت استغلاله ، بل
التزاما جديا ، ومسؤولية يجب عليك الوفاء بها ، لذا أنصحك أن تُقبل على
القراءة وأنت مستعد نفسيا وذهنيا للاستفادة مما كُتب ، حلق مع الكتاب
واستخرج منه الحكم والمعاني والأفكار التي تسكن بين دفتيه ، يمكنك
الاستعانة بقلم تكتب به على الهامش ملاحظاتك ، يفيدك هذا كثيرا إذا أحببت
مطالعة الكتاب مرة أخرى ، وكذلك في استرجاع معلومة أو مسألة من الكتاب
بيسر وسهولة .
إذا أمسكت كتابا فلا تمسك غيره حتى تنهيه ، فبجانب أن
هذا سيمنعك من التشتت الذهني ، فإن إنهاء كتاب كاملا يعطيك الثقة والتفاؤل
في نفسك ، ويدفعك إلى تكرار الإنجاز مرة أخرى .
كريم الشاذلي
نعم
قد تكون هناك أنواع من القراءة الممتعة والمسلية كقراءة الروايات والكتب
الخفيفة ، لكن الإنسان لا يقرأ فقط من أجل المتعة ، وإن كانت المتعة مطلبا
شريفا وهاما .
لكن القراءة المثمرة تتطلب نوع من الالتزام ، والتعامل
مع الكتاب بجدية ومسؤولية ، ولهذا يفشل الكثيرون في الحصول على لقب القارئ
الجيد .
وإليك مجموعة من الالتزامات التي يجب أن تأخذها بجدية ، إذا ما كنت طامح في أن تكون قارئا جيدا وهي :
التغلب على العقبة النفسية
: تلك العقبة التي تجعل الكتاب ثقيلا على النفس ، باعثا على التثاؤب
والنعاس ، والتغلب على هذه العقبة يحتاج إلى نية صادقة أولا ، وتوفر دافع
قوي للقراءة .
بدون متعة ولذة لن يستطيع المرء تحطيم ذلك الحاجز الوهمي
الذي صنعه للهروب من مسؤولية القراءة والثقافة ، وتلك المتعة ستتأتى حينما
نرى ثمرة ما قرأناه يانعا في ذوقنا وسلوكنا ورؤيتنا للأشياء ، والخطوات
القادمة ستساعد على تحطيم هذا الحاجز .
استحضار الدافع
: العلم هو أعظم القربات إلى الله سبحانه وتعالى ، يجب ألا يفارق هذا
الأمر ذهنك ، فعندما وعى المسلمون الأوائل هذا المعنى غيروا الدنيا بعلمهم
وثقافتهم وتحضرهم وأناروا العالم وأضاءوا جنباته ، أن تقرأ أنت في عبادة
لله ، في رحلة إلى الله ، ولا أقصد القراءة الفقهية أو الدينية بل أقصد
القراءة المفيدة بكافة ألوانها العلمية والثقافية والفنية .
ضع خطة للقراءة
: دائما الأشياء التي نخطط لها يكون عائدها وفائدتها أكبر ، ويسري هذا على
القراءة كذلك ، فوضع خطة للقراءة يوفر في الوقت ، ويساعدك على تقييم
قراءتك ، وقبل وضع خطة القراءة يجب الالتفات إلى مجموعة من الملاحظات
العامة وهي :
· قدراتك :
كم أستطيع أن أقرأ خلال الثلاث أشهر القادمة ، حدد بناءا على معرفتك بنفسك
، ولا تبالغ فتنكص فتشعر بالفشل ، ولا تتهاون فيضيع وقتك ، حدد بعد تفكير
ما يناسب قدراتك .
· اهتمامك
: ماذا تقرأ ؟ ، هذا أمر بالغ الأهمية ، أنت لست مطالب بقراءة كل ورقة تقع
تحت يديك كي تمشي مختالا بأنك واسع الثقافة والاطلاع ، بل يجب أن تكون
هناك منهجية لقرائتك هذه المنهجية مبنية على اهتماماتك الفكرية والعملية .
· وقتك
: خطتك يجب أن تضعها وفق الأوقات التي تستطيع أن تقرأ فيها ، ونوعية الكتب
تتحدد حسب هذا الوقت ، فهناك كتب لأوقات الراحة والهدوء ، وكتيبات تناسب
الوقت الذي تقضية في المواصلات أو الانتظار وهكذا .
وبعد وضع الخطة
تكون هناك مراحل للتقييم وإعادة النظر ، تنظر فيها إلى إنجازك ، وهل
استطعت الوفاء بما التزمت به أم أن هناك مشاكل ، وهل هذه المشكلات في
الخطة ودقتها ، أم في ظروف طارئة يمكنك تذليلها .
تحمل البداية : الصاروخ يستهلك معظم قوته فقط في الانطلاق ، والبدايات دائما ما تكون صعبة شديدة قوية ، تحتاج إلى جهد مضاعف ، وصبر شديد .
يزيد
الأمر صعوبة أن إنجازات البدايات تكون بسيطة غير منظورة ، لكن بالصبر يمكن
للمرء أن يجني الكثير ، ويمكن أن تساعد نفسك في البداية بالإكثار من قراءة
ما تحب وتهوى ، هناك كتيبات صغيرة ، وكتب بسيطة لا تحتاج إلى كثير تركيز
يمكنك البدء بها ، دائما ما أهدي أصدقائي الذي أعرف لديهم سأم شديد من
القراءة كتاب ( لا تحزن) للدكتور عائض القرني ، فهو في ظني بداية جيدة
لممارسة القراءة .
ويمكن للقارئ المبتدئ أن يبدأ بالكتب البسيطة
الخفيفة ، يمكنه أن يبدأ بالروايات أو كتب الخواطر ، أو الكتب التي تحتوي
على قصص وأخبار ، أو كتب السمر .
استغل الأوقات الميتة
: في مجتمعنا نطلق مصطلح ( الوقت الميت ) على الأوقات التي تمضي في انتظار
شيء ما ، كانتظار الطبيب ، أو ركوب حافلة ، أو عند الحلاق مثلا .
هذه
الأوقات يمكننا استغلالها في القراءة ، وهنا تظهر أهمية كتب الجيب والتي
يمكنك حملها في حقيبتك أو جيب سترتك وإخراجها كلما سنح الوقت .
لعل من
زار الغرب رأي كيف أن ركاب الحافلات منشغلون إما بقراءة كتاب أو جريدة ،
أو حتى الاستماع إلى مادة صوتية عبر جهاز الاستماع MP3 ، وأن عيادات
الأطباء وأماكن الانتظار تكون دائما مكتظة بمواد تثقيفية منوعة تناسب ميول
الإنسان في الغرب ، على عكسنا تماما حيث نطالع بعضنا البعض ونتسلى في
التحديق إلى الطريق خلال وقتنا الذي نقضيه في المواصلات .
اجعل من القراءة التزام
: القراءة ليست هواية تقوم بها وقتما وجدت وقتا وأردت استغلاله ، بل
التزاما جديا ، ومسؤولية يجب عليك الوفاء بها ، لذا أنصحك أن تُقبل على
القراءة وأنت مستعد نفسيا وذهنيا للاستفادة مما كُتب ، حلق مع الكتاب
واستخرج منه الحكم والمعاني والأفكار التي تسكن بين دفتيه ، يمكنك
الاستعانة بقلم تكتب به على الهامش ملاحظاتك ، يفيدك هذا كثيرا إذا أحببت
مطالعة الكتاب مرة أخرى ، وكذلك في استرجاع معلومة أو مسألة من الكتاب
بيسر وسهولة .
إذا أمسكت كتابا فلا تمسك غيره حتى تنهيه ، فبجانب أن
هذا سيمنعك من التشتت الذهني ، فإن إنهاء كتاب كاملا يعطيك الثقة والتفاؤل
في نفسك ، ويدفعك إلى تكرار الإنجاز مرة أخرى .
كريم الشاذلي