المراسلة الإلكترونية بين الجنسين
من المقاصد الضرورية في الشريعة الإسلامية حفظ النسل والأعراض ؛ من أجل ذلك كله حرّم الله الزنا، وحرم وسائله التي قد تفضي إليه ، من خلوة رجل بامرأة أجنبية منه ، ونظرة آثمة وعين خائنة و حديث الرجل مع المرأة المشتمل علي عشق وغرام ، وخضوعها له بالقول إغراء له وتغريراً به ، وإثارة لشهوته ، ليقع في حبالها ، سواء كان ذلك عند لقاء في طريق ، أو حين محادثة هاتفية ، أو مراسلة كتابية.
وقد سئل فضيلة الشيخ ابن جبرين حفظه الله عن الرجل يقوم بعمل مراسلة مع المرأة الأجنبية وأصبحا متحابين هل يعتبر حراماً هذا العمل؟
فأجاب:
لا يجوز هذا العمل ؛ فإنه يثير الشهوة بين الاثنين ويدفع الغريزة إلى التماس اللقاء والاتصال ، وكثيراً ما تحدث تلك المغازلة والمراسلة فتناً وتغرس حبَّ الزنى في القلب مما يوقع في الفواحش أو يسببها ، فننصح من أراد مصلحة نفسه وحمايتها عن المراسلة والمكالمة ونحوها ، حفظاً للدين والعرض ، والله الموفق .
" فتاوى المرأة المسلمة " ( 2 / 578 ، 579 ).
وسئلت اللجنة الدائمة برئاسة الشيخ عبد العزيز بن باز: هل يجوز لفتاة أن تراسل شاباً بما يعرف بركن التعارف ؟
فأجابت :
لا تجوز المراسلة بينك وبين شاب غير محرم لك بما يعرف بركن التعارف؛ لأن ذلك مما يثير الفتنة، ويفضي إلي الشر والفساد.
فتاوي اللجنة الدائمة (17-76).
أما إذا كانت الرسالة خالية من الفحش والغرام فمن المعلوم في دين الله تعالى تحريم اتباع خطوات الشيطان ، وتحريم كل ما قد يؤدي إلى الوقوع في الحرام ، حتى لو كان أصله مباحاً ، وهو ما يسمِّيه العلماء " قاعدة سد الذرائع " ، وقاعدة الشرع المطهر ، أن الله سبحانه إذا حرَّم شيئاً حرَّم الأسباب والطرق والوسائل المفضية إليه تحقيقاً لتحريمه ، ومنعاً من الوصول إليه، فلذلك يجب الابتعاد عن هذه الرسائل أيضاً، فلا يزال الشيطان ينصب حبائله ويمهد الطرق حتي يقع المرء في الحرام.
قال الشيخ ابن العثيمين : قد أمر صلى الله عليه وسلم مَن سمع الدجال أن يبتعد عنه ، وأخبر أن الرجل قد يأتيه وهو مؤمن ولكن لا يزال به الدجال حتى يفتنه .
ففي مراسلة الشبان للشابات فتنة عظيمة وخطر كبير ، ويجب الابتعاد عنها ، وإن كان السائل يقول إنه ليس فيها عشق ولا غرام .
" فتاوى المرأة المسلمة " ( 2 / 578 ) .
ولاشك أن المراسلة عبر البريد الإلكتروني والرسائل الخاصة في المنتديات أبلغ أثرا وأعظم خطرا من المراسلة عن طريق البريد.
ولنعلم أنه لا ينبغي للمرأة أن تتحدث مع الرجال إلا فيما تدعو الحاجة إليه ، مع الحشمة والوقار ، وعدم الخضوع بالقول، كما قال الله تعالى : ( فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً) الأحزاب/32 ، وقال تعالي أيضاً : ( وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ) الأحزاب/53.
قال الشيخ حامد العلي: وتقوى الله في علاقة الرجل بالمرأة أن لا يقيم بينه وبينها علاقة مستقرة، إلا بزواج شرعي، أما قبل ذلك فالإسلام يدعو في العلاقة بين الرجل والمرأة الأجنبية عنه، إلى الاقتصار عند الحاجة على أدب في الخطاب من وراء حجاب مع تمام الحياء والوقار، ما عرف المسلمون غير هذه الآداب الإسلامية الرفيعة السامية، وخير لنا أن تلتزمها فهي والله من أعظم ما عند المسلمين من الخير والهدى. إنتهي باختصار من موقع (طريق الإسلام).
وإذا أراد المرء المراسلة بغرض التبادل الثقافي والمعرفي حيث أن وسيلة الإنترنت تحتل حيزاً كبيراً في حياة الناس، فالأولى أن تكون المراسلة بين أفراد من جنس واحد، ما لم يكن هناك ضرورة خاصة تقتضي المراسلة مع الجنس الآخر وتقدر هذه الضرورة بقدرها ، وفي هذه الحالة يجب التأدب والاحتياط خشية الوقوع فيما يغضب الله.
والله تعالى أعلم.
من المقاصد الضرورية في الشريعة الإسلامية حفظ النسل والأعراض ؛ من أجل ذلك كله حرّم الله الزنا، وحرم وسائله التي قد تفضي إليه ، من خلوة رجل بامرأة أجنبية منه ، ونظرة آثمة وعين خائنة و حديث الرجل مع المرأة المشتمل علي عشق وغرام ، وخضوعها له بالقول إغراء له وتغريراً به ، وإثارة لشهوته ، ليقع في حبالها ، سواء كان ذلك عند لقاء في طريق ، أو حين محادثة هاتفية ، أو مراسلة كتابية.
وقد سئل فضيلة الشيخ ابن جبرين حفظه الله عن الرجل يقوم بعمل مراسلة مع المرأة الأجنبية وأصبحا متحابين هل يعتبر حراماً هذا العمل؟
فأجاب:
لا يجوز هذا العمل ؛ فإنه يثير الشهوة بين الاثنين ويدفع الغريزة إلى التماس اللقاء والاتصال ، وكثيراً ما تحدث تلك المغازلة والمراسلة فتناً وتغرس حبَّ الزنى في القلب مما يوقع في الفواحش أو يسببها ، فننصح من أراد مصلحة نفسه وحمايتها عن المراسلة والمكالمة ونحوها ، حفظاً للدين والعرض ، والله الموفق .
" فتاوى المرأة المسلمة " ( 2 / 578 ، 579 ).
وسئلت اللجنة الدائمة برئاسة الشيخ عبد العزيز بن باز: هل يجوز لفتاة أن تراسل شاباً بما يعرف بركن التعارف ؟
فأجابت :
لا تجوز المراسلة بينك وبين شاب غير محرم لك بما يعرف بركن التعارف؛ لأن ذلك مما يثير الفتنة، ويفضي إلي الشر والفساد.
فتاوي اللجنة الدائمة (17-76).
أما إذا كانت الرسالة خالية من الفحش والغرام فمن المعلوم في دين الله تعالى تحريم اتباع خطوات الشيطان ، وتحريم كل ما قد يؤدي إلى الوقوع في الحرام ، حتى لو كان أصله مباحاً ، وهو ما يسمِّيه العلماء " قاعدة سد الذرائع " ، وقاعدة الشرع المطهر ، أن الله سبحانه إذا حرَّم شيئاً حرَّم الأسباب والطرق والوسائل المفضية إليه تحقيقاً لتحريمه ، ومنعاً من الوصول إليه، فلذلك يجب الابتعاد عن هذه الرسائل أيضاً، فلا يزال الشيطان ينصب حبائله ويمهد الطرق حتي يقع المرء في الحرام.
قال الشيخ ابن العثيمين : قد أمر صلى الله عليه وسلم مَن سمع الدجال أن يبتعد عنه ، وأخبر أن الرجل قد يأتيه وهو مؤمن ولكن لا يزال به الدجال حتى يفتنه .
ففي مراسلة الشبان للشابات فتنة عظيمة وخطر كبير ، ويجب الابتعاد عنها ، وإن كان السائل يقول إنه ليس فيها عشق ولا غرام .
" فتاوى المرأة المسلمة " ( 2 / 578 ) .
ولاشك أن المراسلة عبر البريد الإلكتروني والرسائل الخاصة في المنتديات أبلغ أثرا وأعظم خطرا من المراسلة عن طريق البريد.
ولنعلم أنه لا ينبغي للمرأة أن تتحدث مع الرجال إلا فيما تدعو الحاجة إليه ، مع الحشمة والوقار ، وعدم الخضوع بالقول، كما قال الله تعالى : ( فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً) الأحزاب/32 ، وقال تعالي أيضاً : ( وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ) الأحزاب/53.
قال الشيخ حامد العلي: وتقوى الله في علاقة الرجل بالمرأة أن لا يقيم بينه وبينها علاقة مستقرة، إلا بزواج شرعي، أما قبل ذلك فالإسلام يدعو في العلاقة بين الرجل والمرأة الأجنبية عنه، إلى الاقتصار عند الحاجة على أدب في الخطاب من وراء حجاب مع تمام الحياء والوقار، ما عرف المسلمون غير هذه الآداب الإسلامية الرفيعة السامية، وخير لنا أن تلتزمها فهي والله من أعظم ما عند المسلمين من الخير والهدى. إنتهي باختصار من موقع (طريق الإسلام).
وإذا أراد المرء المراسلة بغرض التبادل الثقافي والمعرفي حيث أن وسيلة الإنترنت تحتل حيزاً كبيراً في حياة الناس، فالأولى أن تكون المراسلة بين أفراد من جنس واحد، ما لم يكن هناك ضرورة خاصة تقتضي المراسلة مع الجنس الآخر وتقدر هذه الضرورة بقدرها ، وفي هذه الحالة يجب التأدب والاحتياط خشية الوقوع فيما يغضب الله.
والله تعالى أعلم.