بسم الله الرحمن الرحيم .
" .. أغبى فكرة أن تصبح حرا ً ,
عبدٌ عند سيده يعيش , يأكل ويشرب , وفي أحد لحظات حياته فكر يوما ً أن يصبح حرا ً
فكان هذا اليوم قبر لجميع لحظات حياته القادمة ...
وكانت تلك اللحظة ختم اللعنة الآخير التي ستعيش معه بقية لحظات عمره القادمة .
تربت تلك الفكرة في رأسه وتنامت , ولم يكن يعلم هذا العبد الغبي أن هذه الفكرة أصحبت سيده الثاني وأصبح عبدا ً لها , ولكن أشد عبودية ..
هرب من سيده , طلبا ً للحرية , فأصبح عبدا ً لها .
أصبح عبدا ً لكل أشكال القادم من حياته
أصبح عبدا ً لخوفه ..
وأمسى عبدا ً لهواجسه ..
لا يستطيع الرجوع , ولا يستطيع التقدم
إلى أين يرجع ..؟ إلى الآلم والعذاب ..!
وكيف يتقدم .؟ وهو عبد مكبل بسلاسل الرعب والفزع والهلع..!
فكانت بحق أغبى فكرة , وأخطر لحظة , وأتعس يوم .
صوت يصرعه في كل سَحَر :
أيها العبد الآبق أما تليت عليك حقوق العبودية , فسمعتها وأقررت بها ؟
أما تلي عليك ميثاق العبودية الأبدي الأزلي , فتعهدت به والمحافظة عليه ؟
أتخيله عبد شاحب نحيل يمشي بتثاقل , يتمايل في كل خطوة في صحراء
يلعنه كل سراب فيها , ويجلده لهب حجارتها السوداء .
حتى سقط على وجهه , فتباعدت عنه كل ذرات التراب خشية أن يصيبها عرقه النجس المسموم .
فأخذت تتباعد عنه حتى أصبح على أرض زلقة صلبة , فأخذت هي الآخرى تتشقق وتتصدع
فهي أيضا ً لا تريد أن تحمل عليها جثة عبد ملعون فكر يوما ً في لحظة أن يصبح حرا ً .
فبلعته الأرض الصلبة في أعماقها السحيقة المظلمة , ومن ثم أطبقت عليه كل منافذ الحياة
أيما إطباق , وألصقته في رحمها الضيق أيما إلصاق .
وما هي إلا لحظات حتى أعلنت هذه الأرض هزيمتها وعجزها عن احتمال ضمها واحتوائها له ,
فبصقته خارجا ً إلى بُعدٍ مجهول , ليـُكتب في التاريخ على أنف كل عبد ,.
وليـُمزج في كل قطرة ماء
ولينقش على كل صخرة
وليسمع في كل صوت
وليحفر في كل غصن
وليخط مع كل قلم
وليقرأ في كل صفحة
ولينشر في كل ورقة
وليحيى مع كل حلم
وليعيش مع كل نــَفَس
أن أغبى فكرة أن تصبح حرا ً ...
" .. أغبى فكرة أن تصبح حرا ً ,
عبدٌ عند سيده يعيش , يأكل ويشرب , وفي أحد لحظات حياته فكر يوما ً أن يصبح حرا ً
فكان هذا اليوم قبر لجميع لحظات حياته القادمة ...
وكانت تلك اللحظة ختم اللعنة الآخير التي ستعيش معه بقية لحظات عمره القادمة .
تربت تلك الفكرة في رأسه وتنامت , ولم يكن يعلم هذا العبد الغبي أن هذه الفكرة أصحبت سيده الثاني وأصبح عبدا ً لها , ولكن أشد عبودية ..
هرب من سيده , طلبا ً للحرية , فأصبح عبدا ً لها .
أصبح عبدا ً لكل أشكال القادم من حياته
أصبح عبدا ً لخوفه ..
وأمسى عبدا ً لهواجسه ..
لا يستطيع الرجوع , ولا يستطيع التقدم
إلى أين يرجع ..؟ إلى الآلم والعذاب ..!
وكيف يتقدم .؟ وهو عبد مكبل بسلاسل الرعب والفزع والهلع..!
فكانت بحق أغبى فكرة , وأخطر لحظة , وأتعس يوم .
صوت يصرعه في كل سَحَر :
أيها العبد الآبق أما تليت عليك حقوق العبودية , فسمعتها وأقررت بها ؟
أما تلي عليك ميثاق العبودية الأبدي الأزلي , فتعهدت به والمحافظة عليه ؟
أتخيله عبد شاحب نحيل يمشي بتثاقل , يتمايل في كل خطوة في صحراء
يلعنه كل سراب فيها , ويجلده لهب حجارتها السوداء .
حتى سقط على وجهه , فتباعدت عنه كل ذرات التراب خشية أن يصيبها عرقه النجس المسموم .
فأخذت تتباعد عنه حتى أصبح على أرض زلقة صلبة , فأخذت هي الآخرى تتشقق وتتصدع
فهي أيضا ً لا تريد أن تحمل عليها جثة عبد ملعون فكر يوما ً في لحظة أن يصبح حرا ً .
فبلعته الأرض الصلبة في أعماقها السحيقة المظلمة , ومن ثم أطبقت عليه كل منافذ الحياة
أيما إطباق , وألصقته في رحمها الضيق أيما إلصاق .
وما هي إلا لحظات حتى أعلنت هذه الأرض هزيمتها وعجزها عن احتمال ضمها واحتوائها له ,
فبصقته خارجا ً إلى بُعدٍ مجهول , ليـُكتب في التاريخ على أنف كل عبد ,.
وليـُمزج في كل قطرة ماء
ولينقش على كل صخرة
وليسمع في كل صوت
وليحفر في كل غصن
وليخط مع كل قلم
وليقرأ في كل صفحة
ولينشر في كل ورقة
وليحيى مع كل حلم
وليعيش مع كل نــَفَس
أن أغبى فكرة أن تصبح حرا ً ...