العشرات بل المئات من برامج الإفتاء في الإذاعات .
وأكثر منها في الصحف والمجلات .
ومئات الأرقام الهاتفية المنتشرة للمشايخ والمفتين
وعلى الأنترنيت مئات المواقع تقدم خدمات الفتوى فإذا دخلتها يهولك مافيها من الأسئلة والأجوبة حول كل شيء
وفي التلفزيون لا يفي وقت برامج الافتاء بالأسئلة التي تأتي عبر الهاتف والفاكس والإيميل فيضطر المذيع إلى الإعتذار للمتصلين لضيق الوقت .
ويبدو الأمر وكأننا في مهرجان فتوى دائم !.
حتى لكأن المسلم لا يستطيع ممارسة حياته إلا بوجود مفتٍ بالجوار يقدم له الحكم الفقهي بدءا من صلاته وصيامه وانتهاء بحركاته وسكناته.
ومعظم الأسئلة هي ذات الأسئلة.
منذ نعومة أظفاري وأنا أرى وأسمع الناس تسأل : يا فضيلة الشيخ أضطررت لأخذ قرض بنكي لحاجتي الماسة فماذا أفعل ؟فيرد الشيخ هذا لا يجوز وعليك أن تتوب وتستغفر الله من هذا الربا .
حتى أني أكاد أجزم أن هذا السؤال وجوابه ومايدور مداره صار معروفا لكل الناس .ورغم ذلك لا يتوقف السؤال.
وتسمع متصلا آخر يقول ذهبت الى العمرة وأحرمت من غير الميقات فماذا عليّ ؟فيجيب المفتي عليك فدية.
ومستفيتة تسأل ماحكم العباة العمانية فيجيب المفتي إن كانت مظهرة للزينة فهي حرام وإن لم تكن فهي حلال.؟ثم تعود لتسأل : وعباةالفراشة ياشيخ.؟
ومستفت آخر يسأل هل أسهم شركة كذا حلال ؟ فيجيب الشيخ إن كان في تعاملاتها حرام فهي حرام و إن لم يكن فهي حلال.
ومتصلة تسأل انقطع الدم ثم عاد فهل علي صلاة فيجيب المفتي إن ظهرت القصة البيضاء فصلي وإن لم تظهر فلا تصلي .
ومتصل آخر يسأل هل أعطي أخي من الزكاة والصدقة فيجيب المفتي الأقربون أولى بالمعروف.
ومتصل آخر يسأل ما أفضل وقت لاستجابة الدعاء فيجيب المفتي آخر نهار الجمعة وأوقات استجابة الدعاء كثيرة في وقت السحر وبعد التشهد الاخير من الصلاة وغيرها
ومستفت يسأل صليت العصر في بني قريضة فهل عليّ أن أصلي المغرب فيها.؟فيجيب المفتي لا ليس عليك أن تصلي فيها.
ومستفت آخر يقول رميت قبل أن أحلق أو نحرت الهدي قبل أن أرمي فيجيب المفتي لا حرج.
ومستفية تقول رأيت أمي المتوفاة في المنام فماذا أفعل ؟فيجيب الشيخ أدعي لأمك وتصدقي عنها .
إلى أن يعتذر المذيع للمتصلين بضيق الوقت .
هل الطريق الى الجنة معقد وشاق إلى هذا الحد الذي يحتاج فيه كل إنسان إلى فتح خط ساخن مع مفتي .؟
هل كان الناس في الماضي القريب بنفس هذا التهافت اليومي على مهرجانات الفتوى.؟
هل هذا أحد مظاهر الاستهلاك وبضائع الاستخدام للمرة الواحدة.؟
هل سيدخل السابقون الأولون من آبائنا وأجدادنا في نار جهنم لأنه لم تتوفر لهم هذه السوبر ماركات والرفوف الكثيرة التي تقدم الإفتاء عبر ممرات التكنولوجيا الحديثة؟
أم أنه أحد مظاهر تأجير العقل والاعتمادية ؟
هل بلغ الناس من التقوى والتحرج والحيطة أنهم يستبرؤون لدينهم في كل شيء ثم لا يقبلون الإجابة إلا من مفتي معتمد حتى لو كان سؤالا عن مسافة القصر في السفر أو وقت المسح على الخفين.؟
أم أنها عقيدة _ حط بينك وبين النار مطوع_ في جانبها الدهمائي.؟
تسعة أعشار الأسئلة التي ترد إلى المفتين وأجوبتها حفظناها في سن العاشرة أو قبل ذلك من كثرة ما نسمعها.ورغم ذلك لا تتوقف موجات الأسئلة والأجوبة. بل إنها في تزايد مهول.
قد يزول التعجب لو كان جل الأسئلة متصل بفقهيات العصر وأحكام النوازل._رغم أن حكم أغلبها بات معروف الجواب وخاضع للقاعد الفقهية المعتمدة لدى المفتين بدءاً من حكم تشقير الحاجبين وانتهاءا بحكم التورق البنكي_.
لكن المشكلة أن أكثر الأسئلة تتعلق بأبجديات بسيطة تدركها أجهل عجائز نيسباور.
وقد يحتج بعض الكرام بقوله تعالى (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)
رغم أن الآية الكريمة وضعت اللاعلم في خانة الاستثناء والشرطية.فالأصل إذن أن هذا الدين معلوم لا لبس فيه ولا غموض بل أن أهل هذا العصر يمتلكون من مصادر العلم والمعرفة مالم يمتلكه أسلافهم في زمن الأمية والجهل وقلة العلماء وندرة المعرفة.لكن يظهر والله أعلم أن هذا التهافت على الاستفتاء مرده إلى قلة البركة .
وأكثر منها في الصحف والمجلات .
ومئات الأرقام الهاتفية المنتشرة للمشايخ والمفتين
وعلى الأنترنيت مئات المواقع تقدم خدمات الفتوى فإذا دخلتها يهولك مافيها من الأسئلة والأجوبة حول كل شيء
وفي التلفزيون لا يفي وقت برامج الافتاء بالأسئلة التي تأتي عبر الهاتف والفاكس والإيميل فيضطر المذيع إلى الإعتذار للمتصلين لضيق الوقت .
ويبدو الأمر وكأننا في مهرجان فتوى دائم !.
حتى لكأن المسلم لا يستطيع ممارسة حياته إلا بوجود مفتٍ بالجوار يقدم له الحكم الفقهي بدءا من صلاته وصيامه وانتهاء بحركاته وسكناته.
ومعظم الأسئلة هي ذات الأسئلة.
منذ نعومة أظفاري وأنا أرى وأسمع الناس تسأل : يا فضيلة الشيخ أضطررت لأخذ قرض بنكي لحاجتي الماسة فماذا أفعل ؟فيرد الشيخ هذا لا يجوز وعليك أن تتوب وتستغفر الله من هذا الربا .
حتى أني أكاد أجزم أن هذا السؤال وجوابه ومايدور مداره صار معروفا لكل الناس .ورغم ذلك لا يتوقف السؤال.
وتسمع متصلا آخر يقول ذهبت الى العمرة وأحرمت من غير الميقات فماذا عليّ ؟فيجيب المفتي عليك فدية.
ومستفيتة تسأل ماحكم العباة العمانية فيجيب المفتي إن كانت مظهرة للزينة فهي حرام وإن لم تكن فهي حلال.؟ثم تعود لتسأل : وعباةالفراشة ياشيخ.؟
ومستفت آخر يسأل هل أسهم شركة كذا حلال ؟ فيجيب الشيخ إن كان في تعاملاتها حرام فهي حرام و إن لم يكن فهي حلال.
ومتصلة تسأل انقطع الدم ثم عاد فهل علي صلاة فيجيب المفتي إن ظهرت القصة البيضاء فصلي وإن لم تظهر فلا تصلي .
ومتصل آخر يسأل هل أعطي أخي من الزكاة والصدقة فيجيب المفتي الأقربون أولى بالمعروف.
ومتصل آخر يسأل ما أفضل وقت لاستجابة الدعاء فيجيب المفتي آخر نهار الجمعة وأوقات استجابة الدعاء كثيرة في وقت السحر وبعد التشهد الاخير من الصلاة وغيرها
ومستفت يسأل صليت العصر في بني قريضة فهل عليّ أن أصلي المغرب فيها.؟فيجيب المفتي لا ليس عليك أن تصلي فيها.
ومستفت آخر يقول رميت قبل أن أحلق أو نحرت الهدي قبل أن أرمي فيجيب المفتي لا حرج.
ومستفية تقول رأيت أمي المتوفاة في المنام فماذا أفعل ؟فيجيب الشيخ أدعي لأمك وتصدقي عنها .
إلى أن يعتذر المذيع للمتصلين بضيق الوقت .
هل الطريق الى الجنة معقد وشاق إلى هذا الحد الذي يحتاج فيه كل إنسان إلى فتح خط ساخن مع مفتي .؟
هل كان الناس في الماضي القريب بنفس هذا التهافت اليومي على مهرجانات الفتوى.؟
هل هذا أحد مظاهر الاستهلاك وبضائع الاستخدام للمرة الواحدة.؟
هل سيدخل السابقون الأولون من آبائنا وأجدادنا في نار جهنم لأنه لم تتوفر لهم هذه السوبر ماركات والرفوف الكثيرة التي تقدم الإفتاء عبر ممرات التكنولوجيا الحديثة؟
أم أنه أحد مظاهر تأجير العقل والاعتمادية ؟
هل بلغ الناس من التقوى والتحرج والحيطة أنهم يستبرؤون لدينهم في كل شيء ثم لا يقبلون الإجابة إلا من مفتي معتمد حتى لو كان سؤالا عن مسافة القصر في السفر أو وقت المسح على الخفين.؟
أم أنها عقيدة _ حط بينك وبين النار مطوع_ في جانبها الدهمائي.؟
تسعة أعشار الأسئلة التي ترد إلى المفتين وأجوبتها حفظناها في سن العاشرة أو قبل ذلك من كثرة ما نسمعها.ورغم ذلك لا تتوقف موجات الأسئلة والأجوبة. بل إنها في تزايد مهول.
قد يزول التعجب لو كان جل الأسئلة متصل بفقهيات العصر وأحكام النوازل._رغم أن حكم أغلبها بات معروف الجواب وخاضع للقاعد الفقهية المعتمدة لدى المفتين بدءاً من حكم تشقير الحاجبين وانتهاءا بحكم التورق البنكي_.
لكن المشكلة أن أكثر الأسئلة تتعلق بأبجديات بسيطة تدركها أجهل عجائز نيسباور.
وقد يحتج بعض الكرام بقوله تعالى (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)
رغم أن الآية الكريمة وضعت اللاعلم في خانة الاستثناء والشرطية.فالأصل إذن أن هذا الدين معلوم لا لبس فيه ولا غموض بل أن أهل هذا العصر يمتلكون من مصادر العلم والمعرفة مالم يمتلكه أسلافهم في زمن الأمية والجهل وقلة العلماء وندرة المعرفة.لكن يظهر والله أعلم أن هذا التهافت على الاستفتاء مرده إلى قلة البركة .