السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماهو الفسفور الابيض : الفسفور الابيض مادة نصف شفافة شبيهة بالشمع ، وعديمة اللون تميل الى اللون الاصفر وتتميز برائحة لاذعة شبيهة برائحة الثوم . ويتميز النوع المستعمل في الاغراض العسكرية بشدة نشاطه كيماويا ويلتهب عند تعرضه للآوكسجين.وعندما يتعرض الفسفور الابيض للهواء يشتعل ويتأكسد بشكل سريع جدا ويتحول البى خامس اكسيد الفسفور . ويولد هذا التفاعل الكيميائي حرارة الى حد ان العنصر ينفجر ، ليعطي لهبا أصفر اللون وكذلك ينتج دخانا كثيفا ابيض.ويصبح الفسفور الابيض مضيئا في الظلام ويستمر هذا التفاعل الكيميائي حتى استهلاك كامل المادة او حرمانها من الاوكسجين . ويبقى 15 في المئة من الفسفور الابيض في القسم المحترق من الجسم المصاب . وتعود تلك البقايا للأشتعال مجددا اذا تعرضت للهواء .لذلك يستعمل الفسفور الابيض لغراض عدة مثل اصدار دخان كثيف لتحديد مكان العدو ، وكذلك لصنع ستار دخاني يحجب روؤية تحركات القوات ، اضافة الى قدرته على الاشتعال كمادة حارقة يصعب اخماد نيرانها ، ناهيك عن قدرته على ابادة الطرف المقابل وتدمير معدات العدو وبنوع خاص ضد المركبات و اماكن تخزين النفط و الزيوت ومواد التشحيم و الذخائر . وتستخدمه القوات البحرية بكثافة اذ يساعدها في تحديد خطوط الملاحة . آثاره الصحية : يتسبب الفسفور الابيض بحروق كايميائية مؤلمة . ويبدو الحرق الناجم عنه بالاجمال كموضع يموت فيه النسيج ، ويصبح لونه ضاربا للأصفر ويصدر رائحة شبيهة بالثوم الفاسد . والفسفور الابيض مادة تذوب في الدهن بسهولة ولذا تنفذ بالجلد بسهولة وبسرعة فور ملامستها اياة ، وتنتقل عبر اتحادها السريع مع الدهون عبر انسجة الجسم المختلفة ، ويساعد ذلك النفاذ السريع في تأخير شفاء الاصابات ، لذلك كل ما يمكن قوله هو ان الحروق الناجمة عن الفسفور الاببض تشكل قسما فرعيا صغيرا من الحروق الكيميائية والتي تشفى جميعها بشكل متأخر في الاجمال .
و رغم الجهود الدءوبة التي تبذلها الولايات المتحدة لتحسين صورتها في الخارج إلا أن القضية التي أثيرت مؤخرا حول لجوء القوات الأميركية في العراق إلى استخدام الفسفور الأبيض ضد المقاتلين في الفلوجة قد أثارت عاصفة جديدة من الانتقادات للسياسات الاميركية كما أشاعت حالة من الاستهجان والسخط الحقت ضررا بالغا بمحاولات تحسين صورة أميركا في أنحاء العالم. إلا أنه ولسوء الحظ فإن بعضا من تلك الأضرار كان صناعة محلية من الداخل وليس من الخارج.
فمنذ ما يقرب من ثلاثة أسابيع تفجرت مشاعر الغضب الإعلامي في جنبات العالم عقب إذاعة الأنباء حول لجوء القوات الاميركية الى استخدام حيلها الحربية الشريرة وأنها قد اقترفت فظائع تعجز الكلمات عن وصفها أعقبتها باللجوء إلى الكذب حول تلك الأنشطة غير القانونية . وراحت وسائل الإعلام تزيد في كل يوم من الحقائق التي تقول بأنها تميط عنها اللثام للمرة الاولى . غير أن هناك مشكلة واحدة وهي أن تلك ادعاءات عارية عن الصحة .
ولمدة ناهزت على القرن تقريبا لجأت القوات العسكرية في مختلف أنحاء العالم إلى استخدام الفسفور الأبيض في ساحات المعارك ، وقد يكون السبب وراء استخدامه هو تكوين نوع من الدخان لتحديد الأهداف أو أنه قد يستخدم لتعتيم الرؤية لحماية قوات صديقة. بيد أنه ايضا سلاح محرق يمكن استخدامه للفتك بأفراد العدو وبأمتعته.
وقد استخدمت القوات الأميركية الفسفور الأبيض في السابق في الحرب العالمية الثانية وفي حروبها في كوريا واليابان ، كما استخدمته القوات الروسية في الشيشان واستخدمته كافة الأطراف في يوغوسلافيا السابقة. وقد لجأت إليه القوات الأميركية في العراق لاستعادة الفلوجة قبل حوالي عام وبالطبع فهذا أسلوب مقيت بيد أن الحرب برمتها مسألة مقيتة .
وكانت محطة تلفزيونية إيطالية تمتلكها الدولة قد أذاعت في أوائل نوفمبر الماضي تقريرا وثائقيا حول استخدام الفسفور الأبيض في الفلوجة ، وعرضت شريطا مصورا ظهرت به جثث مشوهة قيل إنها لمدنيين قضوا بفعل الفسفور الأبيض . وعلى الرغم من ان تلك اتهامات مثيرة للغاية إلى انها - حتى بعد الفحص الدقيق - ليست مقنعة.
وفي الأيام التي أعقبت إذاعة البرنامج الوثائقي انتشرت القصة بسرعة فائقة مع تلقف وسائل الإعلام العالمية لها على الرغم من عدم التثبت منها.
وجاء الرد من الحكومة الأميركية متمثلا في إنكار أن تكون القوات قد استخدمت الفسفور الأبيض في الفلوجة لأغراض خلاف إضاءة ساحة المعركة ، كما استنكرت الحكومة الاتهامات الموجهة لها بأنها استخدمت الفسفور الأبيض لحرق المقاتلين الاعداء. وعلى أية حال فالاتهام لم يكن حقيقيا كما لم يكن من الصعب تفنيده .
وكانت مجلة " فيلد أرتيلري " قد نشرت مقالا كتبه جنود أميركيون أوائل العام الجاري ممن شاركوا في قصف الفلوجة بالمدافع الثقيلة ذكروا أن مهمتهم كانت إطلاق قاذفات الفسفور الأبيض الحارقة مع قذائف شديدة الانفجار لإجبار المقاتلين على الخروج من الخنادق والأماكن التي يختبئون بها.
وكما هو معتاد فهي عملية تغطية تجر إلى الوقوع في مشاكل ، فما هي حقيقة الامر؟ وما هو رأي القانون ؟
الجثث التي عرضها الفيلم التسجيلي كانت جلودها قد تحولت إلى اللون الأسود وقد تعفنت عقب الوفاة ، غير أن تلك الحالة للجثث لا تحمل دليلا على سبب الموت فيما عدا نفيها أن يكون الفسفور الأبيض هو السبب . فالجثث لم تكن تحمل آثار الحروق التي يمكن أن يتركها الفسفور الأبيض كما ان الملابس لم تكن محروقة كما يفترض في حالتها إذا ما كانت قد تعرضت لهذا النوع من المواد الكيماوية .
والاكثر من ذلك فليس هناك أي اتفاقية تمنع استخدام الفسفور الأبيض ضد أهداف عسكرية ، فالمادة الثالثة من اتفاقية جنيف والتي تتعلق بأسلحة تقليدية معينة تحظر استخدام الأسلحة الحارقة ضد الأهداف المدنية كما تحد من استخدام تلك الأنواع ضد الأهداف العسكرية المتاخمة لمواقع تركز المدنيين ، إلا ان ذلك ينطبق على القنابل التي تسقطها الطائرات وليست تلك المقذوفة من المدافع كما حدث في الفلوجة. وعلى أية حال فإن الولايات المتحدة لم توقع على معاهدة تلزمها بهذه المادة.
وهناك ادعاء آخر أثير بأن الفسفور الأبيض يحرم استخدامه من الناحية القانونية وهو غاز سام ، وهناك من ذكر أن مواقع حكومية اميركية تحتوي على وثائق تؤكد ان الفسفور الأبيض هو سلاح كيميائي غير أن هذه الادعاءات لم تثبت صحتها.
والشيء اللافت هو تجاهل المصدر الرئيس للفصل في هذا الأمر وهي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ، وهي الوكالة الدولية المختصة بالمراقبة والمتابعة للأسلحة الكيميائية ذات الدمار الشامل والتي تقول بأن النابالم والفسفور لا يعتبرا مواد أسلحة كيميائية.
وفي غياب أي دليل مباشر على ارتكاب مخالفات جسيمة فالولايات المتحدة تكون قد استخدمت سلاحا قانونيا، فلما يحمل العالم اعتقادا بعكس ذلك ؟ وأين كانت حكومتنا الأميركية عندما تمرغت سمعتنا في الوحل ؟ لقد سمحت الإدارة الاميركية بسقوط أميركا ضحية للدعاية الرخيصة المضادة لها .
ماهو الفسفور الابيض : الفسفور الابيض مادة نصف شفافة شبيهة بالشمع ، وعديمة اللون تميل الى اللون الاصفر وتتميز برائحة لاذعة شبيهة برائحة الثوم . ويتميز النوع المستعمل في الاغراض العسكرية بشدة نشاطه كيماويا ويلتهب عند تعرضه للآوكسجين.وعندما يتعرض الفسفور الابيض للهواء يشتعل ويتأكسد بشكل سريع جدا ويتحول البى خامس اكسيد الفسفور . ويولد هذا التفاعل الكيميائي حرارة الى حد ان العنصر ينفجر ، ليعطي لهبا أصفر اللون وكذلك ينتج دخانا كثيفا ابيض.ويصبح الفسفور الابيض مضيئا في الظلام ويستمر هذا التفاعل الكيميائي حتى استهلاك كامل المادة او حرمانها من الاوكسجين . ويبقى 15 في المئة من الفسفور الابيض في القسم المحترق من الجسم المصاب . وتعود تلك البقايا للأشتعال مجددا اذا تعرضت للهواء .لذلك يستعمل الفسفور الابيض لغراض عدة مثل اصدار دخان كثيف لتحديد مكان العدو ، وكذلك لصنع ستار دخاني يحجب روؤية تحركات القوات ، اضافة الى قدرته على الاشتعال كمادة حارقة يصعب اخماد نيرانها ، ناهيك عن قدرته على ابادة الطرف المقابل وتدمير معدات العدو وبنوع خاص ضد المركبات و اماكن تخزين النفط و الزيوت ومواد التشحيم و الذخائر . وتستخدمه القوات البحرية بكثافة اذ يساعدها في تحديد خطوط الملاحة . آثاره الصحية : يتسبب الفسفور الابيض بحروق كايميائية مؤلمة . ويبدو الحرق الناجم عنه بالاجمال كموضع يموت فيه النسيج ، ويصبح لونه ضاربا للأصفر ويصدر رائحة شبيهة بالثوم الفاسد . والفسفور الابيض مادة تذوب في الدهن بسهولة ولذا تنفذ بالجلد بسهولة وبسرعة فور ملامستها اياة ، وتنتقل عبر اتحادها السريع مع الدهون عبر انسجة الجسم المختلفة ، ويساعد ذلك النفاذ السريع في تأخير شفاء الاصابات ، لذلك كل ما يمكن قوله هو ان الحروق الناجمة عن الفسفور الاببض تشكل قسما فرعيا صغيرا من الحروق الكيميائية والتي تشفى جميعها بشكل متأخر في الاجمال .
و رغم الجهود الدءوبة التي تبذلها الولايات المتحدة لتحسين صورتها في الخارج إلا أن القضية التي أثيرت مؤخرا حول لجوء القوات الأميركية في العراق إلى استخدام الفسفور الأبيض ضد المقاتلين في الفلوجة قد أثارت عاصفة جديدة من الانتقادات للسياسات الاميركية كما أشاعت حالة من الاستهجان والسخط الحقت ضررا بالغا بمحاولات تحسين صورة أميركا في أنحاء العالم. إلا أنه ولسوء الحظ فإن بعضا من تلك الأضرار كان صناعة محلية من الداخل وليس من الخارج.
فمنذ ما يقرب من ثلاثة أسابيع تفجرت مشاعر الغضب الإعلامي في جنبات العالم عقب إذاعة الأنباء حول لجوء القوات الاميركية الى استخدام حيلها الحربية الشريرة وأنها قد اقترفت فظائع تعجز الكلمات عن وصفها أعقبتها باللجوء إلى الكذب حول تلك الأنشطة غير القانونية . وراحت وسائل الإعلام تزيد في كل يوم من الحقائق التي تقول بأنها تميط عنها اللثام للمرة الاولى . غير أن هناك مشكلة واحدة وهي أن تلك ادعاءات عارية عن الصحة .
ولمدة ناهزت على القرن تقريبا لجأت القوات العسكرية في مختلف أنحاء العالم إلى استخدام الفسفور الأبيض في ساحات المعارك ، وقد يكون السبب وراء استخدامه هو تكوين نوع من الدخان لتحديد الأهداف أو أنه قد يستخدم لتعتيم الرؤية لحماية قوات صديقة. بيد أنه ايضا سلاح محرق يمكن استخدامه للفتك بأفراد العدو وبأمتعته.
وقد استخدمت القوات الأميركية الفسفور الأبيض في السابق في الحرب العالمية الثانية وفي حروبها في كوريا واليابان ، كما استخدمته القوات الروسية في الشيشان واستخدمته كافة الأطراف في يوغوسلافيا السابقة. وقد لجأت إليه القوات الأميركية في العراق لاستعادة الفلوجة قبل حوالي عام وبالطبع فهذا أسلوب مقيت بيد أن الحرب برمتها مسألة مقيتة .
وكانت محطة تلفزيونية إيطالية تمتلكها الدولة قد أذاعت في أوائل نوفمبر الماضي تقريرا وثائقيا حول استخدام الفسفور الأبيض في الفلوجة ، وعرضت شريطا مصورا ظهرت به جثث مشوهة قيل إنها لمدنيين قضوا بفعل الفسفور الأبيض . وعلى الرغم من ان تلك اتهامات مثيرة للغاية إلى انها - حتى بعد الفحص الدقيق - ليست مقنعة.
وفي الأيام التي أعقبت إذاعة البرنامج الوثائقي انتشرت القصة بسرعة فائقة مع تلقف وسائل الإعلام العالمية لها على الرغم من عدم التثبت منها.
وجاء الرد من الحكومة الأميركية متمثلا في إنكار أن تكون القوات قد استخدمت الفسفور الأبيض في الفلوجة لأغراض خلاف إضاءة ساحة المعركة ، كما استنكرت الحكومة الاتهامات الموجهة لها بأنها استخدمت الفسفور الأبيض لحرق المقاتلين الاعداء. وعلى أية حال فالاتهام لم يكن حقيقيا كما لم يكن من الصعب تفنيده .
وكانت مجلة " فيلد أرتيلري " قد نشرت مقالا كتبه جنود أميركيون أوائل العام الجاري ممن شاركوا في قصف الفلوجة بالمدافع الثقيلة ذكروا أن مهمتهم كانت إطلاق قاذفات الفسفور الأبيض الحارقة مع قذائف شديدة الانفجار لإجبار المقاتلين على الخروج من الخنادق والأماكن التي يختبئون بها.
وكما هو معتاد فهي عملية تغطية تجر إلى الوقوع في مشاكل ، فما هي حقيقة الامر؟ وما هو رأي القانون ؟
الجثث التي عرضها الفيلم التسجيلي كانت جلودها قد تحولت إلى اللون الأسود وقد تعفنت عقب الوفاة ، غير أن تلك الحالة للجثث لا تحمل دليلا على سبب الموت فيما عدا نفيها أن يكون الفسفور الأبيض هو السبب . فالجثث لم تكن تحمل آثار الحروق التي يمكن أن يتركها الفسفور الأبيض كما ان الملابس لم تكن محروقة كما يفترض في حالتها إذا ما كانت قد تعرضت لهذا النوع من المواد الكيماوية .
والاكثر من ذلك فليس هناك أي اتفاقية تمنع استخدام الفسفور الأبيض ضد أهداف عسكرية ، فالمادة الثالثة من اتفاقية جنيف والتي تتعلق بأسلحة تقليدية معينة تحظر استخدام الأسلحة الحارقة ضد الأهداف المدنية كما تحد من استخدام تلك الأنواع ضد الأهداف العسكرية المتاخمة لمواقع تركز المدنيين ، إلا ان ذلك ينطبق على القنابل التي تسقطها الطائرات وليست تلك المقذوفة من المدافع كما حدث في الفلوجة. وعلى أية حال فإن الولايات المتحدة لم توقع على معاهدة تلزمها بهذه المادة.
وهناك ادعاء آخر أثير بأن الفسفور الأبيض يحرم استخدامه من الناحية القانونية وهو غاز سام ، وهناك من ذكر أن مواقع حكومية اميركية تحتوي على وثائق تؤكد ان الفسفور الأبيض هو سلاح كيميائي غير أن هذه الادعاءات لم تثبت صحتها.
والشيء اللافت هو تجاهل المصدر الرئيس للفصل في هذا الأمر وهي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ، وهي الوكالة الدولية المختصة بالمراقبة والمتابعة للأسلحة الكيميائية ذات الدمار الشامل والتي تقول بأن النابالم والفسفور لا يعتبرا مواد أسلحة كيميائية.
وفي غياب أي دليل مباشر على ارتكاب مخالفات جسيمة فالولايات المتحدة تكون قد استخدمت سلاحا قانونيا، فلما يحمل العالم اعتقادا بعكس ذلك ؟ وأين كانت حكومتنا الأميركية عندما تمرغت سمعتنا في الوحل ؟ لقد سمحت الإدارة الاميركية بسقوط أميركا ضحية للدعاية الرخيصة المضادة لها .